کد مطلب:167951 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

القائد المجاهد فی ضیافة المراة الصالحة طوعة
لنعد إلی مواصلة معرفة ما جری علی القائد المُفرد الغریب فی قلب الكوفة... قال الطبری: (طوعة أمُّ ولد كانت للاشعث بن قیس فاعتقها، فتزوّجها أُسید الحضرمی، فولدت له بلالاً، [1] وكان بلالٌ قد خرج مع النّاس، وأمّه قائمة تنتظره، فسلّم علیها ابن عقیل فردّت علیه.

فقال لها: یا أمةَ اللّه، إسقینی ماءً!

فدخلت، فسقته، فجلس، وأدخلت الاناء ثمّ خرجت.

فقالت: یا عبداللّه، ألم تشرب!؟

قال: بلی.

قالت: فاذهب إلی أهلك.

فسكت! ثم عادت فقالت مثل ذلك، فسكت!

ثمّ قالت له: فی ء للّه! سبحان اللّه! یا عبداللّه، فمُرَّ إلی أهلك عافاك اللّه، فإنّه لایصلح لك الجلوس علی بابی ولاأُحلّه لك!


فقام فقال: یا أمة اللّه، مالی فی هذا المصر منزل ولاعشیرة، فهل لك إلی أجرٍ ومعروف؟ ولعلیّ مكافئك به بعد الیوم!

فقالت: یا عبداللّه، وماذاك؟

قال: أنا مسلم بن عقیل، كذبنی هؤلاء القوم وغرّونی!

قالت: أنت مسلم؟

قال: نعم.

قالت: أُدخل.

فأدخلته بیتاً فی دارها غیر البیت الذی تكون فیه، وفرشت له، وعرضت علیه العشاء فلم یتعشَّ.

ولم یكن بأسرع من أن جاء ابنها، فرآها تكثر الدخول فی البیت والخروج منه فقال: واللّه إنه لیریبنی كثرةُ دخولك هذا البیت منذ اللیلة وخروجك منه! إنّ لك لشأناً!

قالت: یا بُنیَّ الْهُ عن هذا.

قال لها: واللّه لتخبرنّی!

قالت: أقْبِلْ علی شأنك ولاتسألنی عن شیء.

فألحَّ علیها، فقالت: یا بُنیّ لاتُحدّثنَّ أحداً من النّاس بما أُخبرك به!

وأخذت علیه الاَیْمانَ فحلف لها، فأخبرته، فاضطجع وسكت! وزعموا أنّه قد كان شریداً [2] من الناس، وقال بعضهم كان یشرب مع أصحاب له...). [3] .



[1] وقال ابن أعثم الكوفي: (كانت فيما مضي أمرأة قيس الكندي، فتزوّجها رجل من حضرموت يُقال له أسد بن البطين، فأولدها ولداً يُقال له أسد) (الفتوح، 5:88).

وقال الدينوري: (وكانت ممّن خفَّ مع مسلم) (الاخبار الطوال: 239).

و(قيل إنّها كانت مولاة للهاشميين تخدمهم أيّام كانوا في الكوفة خلال خلافة الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام) (مبعوث الحسين 7: 198).

[2] الشريد: المُفرد (لسان العرب، 3:237) ولعلّ المراد بها الانطوائي الذي يكره معاشرة الناس، أو الذي يكره الناس معاشرته.

[3] تأريخ الطبري، 3:288؛ وفي الفتوح، 5:89: (فلم يكن بأسرع من أن جاء ابنها، فلمّا أتي وجد أُمَّه تكثر دخولها وخروجها إلي بيت هناك وهي باكية! فقال لها: يا أمّاه، إنّ أمرك يريبني لدخولك هذا البيت وخروجك منه باكية! فما قصّتُك؟ فقالت: يا ولداه، إنّي مخبرتك بشيء لاتُفشِه لاحد.

فقال لها: قولي ما أحببتِ.

فقالت له: يا بُنيّ، إنّ مسلم بن عقيل في ذلك البيت، وقد كان من قصّته كذا وكذا.. فسكت الغلام ولم يقل شيئاً، ثم أخذ مضجعه ونام).